الأحد، 5 أكتوبر 2014

العلاقة بين (بني طلحة التيميين القرشيين) و(طلحة) من قبيلة عتيبة الكريمة

بسم الله الرحمن الرحيم
بنو طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم:

سبب هذه التدوينة مذاكرة جرت مع أحد الفضلاء حول: هل من صلة بين بني طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر وبين (طلحة) وهو الفرع الذي يشكل ثلث (روق) من قبيلة (عتيبة) الكريمة.
* أصل سكنهم في المدينة، ثم خرج أكثرهم منها إلى البادية:
* قال مصعب الزبيري (ت:236هـ): "وولد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق يسكنون البدو، بموضع يقال له حاذة والأتم، عن يمين طريق مكة، بحذاء المسلح وأفيعية" نسب قريش ص279.
* قال البلاذري (ت:279هـ): "وله ولد ينزلون خارجاً مِنَ الْمَدِينَةِ". أنساب الأشراف 10/105.
* قال المسعودي (ت:346هـ): "الطلحيون بنو طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر أكثرهم بادية، منازلهم جادة، [ لعل الصواب: حاذة ] والصفينة، بقفا [ كذا!] من الأيم [ لعل الصواب الأتم ] من جادة العراق، حذاء المسلح، وأفيعية والغمرة لهم، إلى هذا الوقت لهم عدد وقوة" التنبيه والإشراف ص249.
وقال أيضاً: "ولعبد الرحمن أخبار، وله عقب كثير بدو وحضر في ناحية الحجاز مما يلي الجادة من طريق العراق في الموضع المعروف بالصفينيات والمسح [ المسلح ]" مروج الذهب 2/306.
* قال ابن حزم (ت:456هـ): "فولد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر لهم بنجد عقب عظيم، يحاربون الحسنيين والجعفريين فينتصفون، وقد انحدروا في وقتنا هذا إلى أعمال مصر" جمهرة أنساب العرب ص137.

* قال التلمساني البري (منتصف القرن السابع): "ولطلحة عقب كثير، وكانوا ينزلون بالقرب من المدينة" الجوهرة في أنساب النبي صلة الله عليه وسلم وأصحابه العشرة 2/116.
* و(حاذة) و(صفينة) و(المسلح) معروفة إلى اليوم، وتقع بين مهد الذهب وبين الطائف، وهي إلى مهد الذهب أقرب.
* وهذه المناطق في ذاك الوقت كانت من منازل بني سليم حسب ما يظهر من كلام عرام السلمي ولغدة الأصبهاني.
* قال عرام (كان حياً سنة 217هـ) بعد أن ذكر عدة مناطق: "وهو كله لبني سليم، وحذاء ذلك قرية يقال لها: صفينة، بها مزارع ونخل كثير..." إلى أن ذكر أفيعية. أسماء جبال تهامة (مطبوع في مجموع باسم نوادر المخطوطات 2/467-469.
* قال لغدة الأصبهاني (ت:310هـ تقريباً): "وفوق قران فيما بينه وبين مكة: أفيعية، وهو منهل لبني سليم، يطؤه الطريق ... وفوق أفيعية: المسلح، منهل، وفوقه: غمرة، وكل ذلك لبني سليم" بلاد العرب ص404-405.
* وذكر الهمداني في صفة جزيرة العرب (صفينة)، وظاهر كلامه أنها آخر بلاد جهينة، وأن بعدها السوارقية قرية بني سليم، والسوارقية معروفة إلى اليوم، قريبة من صفينة.
* الملاحظ أن هؤلاء الثلاثة لم يذكروا بني طلحة لما ذكروا مناطقهم، بل نسبوها اثنين منهم لبني سليم، وهذا يحتمل أحد احتمالين:
الأول: أن يكون بنو طلحة قد تداخلوا مع بني سليم، فما صار لذكرهم نصاً حاجة.
الثاني: أن يكون فاتهم أن بني طلحة من سكان هذه المناطق.
والأرجح الاحتمال الثاني، وذلك لأمرين:
الأول: أن المسعودي جاء بعد هؤلاء الثلاثة، وخاصة عرام ولغدة، وقد نص على أن بني طلحة لهم عدد وقوة إلى زمن تأليفه للكتاب، وكذا كلام ابن حزم فيهم، وهذا ظاهره أنهم لم يتداخلوا مع أحد.
الثاني: أن ابن حزم والحمداني ومن أتى بعده - كما سيأتي - ذكروا بني طلحة في مصر، بعد هذا التاريخ، ولم ينسبوهم إلى حلف أحد، لا إلى سليم ولا غيرهم، بل إلى نسبهم الصحيح، وهذا يعني أنهم حافظوا على تميزهم، والله أعلم.
* قال ابن فضل الله العمري (ت:749هـ): "فأمّا بنو طلحة فمن بني طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهم ثلاث فرق هم وأقرباؤهم، وأطلق على الكلّ اسم بني طلحة.
فالأولى: بنو إسحاق، ويقال إن إسحاق ليس بجدّ لهم ولكن موضع تحالفوا عنده سمّوه إسحاق كناية كما تحالفت الأزد عند أكمة سمّوها مذحجا.
والثانية: فضا طلحة وهم بطون كثيرة وأكثرهم أشتات بالبلاد لا حدّ لهم.
والثالثة: يعرفون ببني محمد من ولد محمد بن أبي بكر الصدّيق رضي الله عنهما.
ومنازل بني طلحة بالبرجين، وسفط سكّرة، وطحا المدينة بالأشمونين" 4/369، وأصل هذا الكلام للحمداني (ت:700هـ تقريباً)، ونقله عنه صراحة: القلقشندي (ت:821هـ) في نهاية الأرب ص37، 324، 415، وفي ص393 أن منهم من يقال له: بنو فضالة، ونقله من دون نسبة: المقريزي (ت:845هـ) في البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب ص25.
* قال ابن حجر (ت:851 هـ) حوادث سنة 806هـ : "علي بن محمّد بن عبد الوارث بن جمال الدين محمّد بن زين الدين عبد الوارث بن عبد العظيم بن عبد المنعم بن يحيى بن حسن بن موسى بن يحيى بن يعقوب بن محمّد بن عيسى بن شعبان بن عيسى بن داود بن محمّد بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي البكري" إنباء الغمر 2/281، ونحوه في شذرات الذهب لابن العماد 9/92.
قال ابن العماد (ت:1089هـ): عمن توفي سنة 993 "وفيها الأستاذ الأعظم شمس الدّين محمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عوض بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى بن يعقوب بن نجم الدّين بن عيسى بن داود بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق، رضي الله عنه، البكري الصّدّيقيّ الشّافعي الأشعريّ المصري" شذرات الذهب 10/632.
* قال الجبرتي (ت:1237هـ): "ومات الشيخ الأجل المعظم سيدي محمد بكري أحمد بن عبد المنعم ابن محمد بن أبي السرور محمد بن القطب أبي المكارم محمد ابيض الوجه ابن أبي الحسن محمد بن الجلال عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن محمد بن عوض بن محمد بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى بن الحسن بن موسى بن يحيى بن يعقوب بن نجم بن عيسى بن شعبان ابن عيسى بن داود بن محمد بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق وكان يقال له سيدي أبو بكر البكري" عجائب الآثار 1/304.
* هذه النقولات عن  الحمداني ومن تبعه كابن فضل الله العمري والمقريزي وقبلهم ابن حزم، تدل على هجرة قبيلة بني طلحة هذه إلى مصر، وثباتهم على بداوتهم.
* والنقولات عن ابن حجر وابن العماد والجبرتي تفيد بأن بعضهم قد تحضر، وأصبح من العلماء والأعيان.
* هل كانت هجرة بني طلحة إلى مصر جماعية؟ أم بقي منهم أحد في الجزيرة العربية؟ هذا غير صريح، لكن ظاهر كلام ابن حزم أن هجرتهم كانت جماعية، وقد يكون تخلف عدد قليل لا يؤبه له، وعليه فالذي يظهر أنه لا علاقة للفخذ الكبير (طلحة) من روق من عتيبة بهؤلاء، والله أعلم.

وكتبه: حسن بن إبراهيم بن محمد السلمان

2/12/1435هـ

هناك تعليق واحد: